فصل: قراءة سورة يس بالصوت المرتفع في المسجد

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء «المجموعة الثانية» ***


الجزء الرابع

القرآن وعلومه

القرآن كلام الله

رد الشبه في قدم كلام الله

السؤال الرابع من الفتوى رقم ‏(‏3239‏)‏‏:‏

س4‏:‏ نقرأ في القرآن الكريم سورة غافر الآية 27 ‏{‏وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ‏}‏ الآية، سورة غافر الآية 36 ‏{‏وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا‏}‏ الآية، وأمثال هاتين الآيتين كثير في القرآن، فكيف نسمي هذا قرآنا، وكلام الله القديم‏؟‏

ج4‏:‏ الكلام يطلق على اللفظ والمعنى، ويطلق على كل منهما وحده، بقرينة، وناقله عمن تكلم به من غير تحريف لمعناه ولا تغيير لحروفه ونظمه مخبر مبلغ فقط، والكلام إنما هو لمن بدأه، أما إن غير حروفه ونظمه مع المحافظة على معناه فينسب إليه اللفظ حروفه ونظمه، وينسب من جهة معناه إلى من تكلم به ابتداء، ومن ذلك ما أخبر الله به عن الأمم الماضية، كقوله تعالى‏:‏ سورة غافر الآية 27 ‏{‏وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ‏}‏‏.‏

وقوله‏:‏ سورة غافر الآية 36 ‏{‏وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ‏}‏ فهاتان تسميان قرآنا، وتنسبان إلى الله كلاما له باعتبار حروفهما ونظمهما؛ لأنهما من الله لا من كلام موسى وفرعون؛ لأن النظم والحروف ليسا منهما، وتنسبان إلى موسى وفرعون باعتبار المعنى، فإنه كان واقعا منهما، وهذا وذاك قد علمهما الله في الأزل، وأمر بكتابتهما في اللوح المحفوظ، ثم وقع القول من موسى وفرعون بلغتهما طبق ما كان في اللوح المحفوظ، ثم تكلم الله بذلك بحروف أخرى ونظم آخر في زمن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فنسب إلى كل منهما باعتبار‏.‏

وأما وصف كلام الله بالقدم فلم يعرف عن الصحابة رضي الله عنهم ولا عن أئمة السلف رحمهم الله، وإنما كان أهل السنة يقولون أيام المحنة‏:‏ كلام الله غير مخلوق، ويقول مخالفوهم‏:‏ كلام الله مخلوق، فوصف كلام الله بأنه قديم اصطلاح حادث، ولو جرينا عليه قلنا‏:‏ كلام الله قديم النوع حادث الآحاد؛ لأن الله تعالى لم يزل متكلما، ولا يزال متكلما بما يشاء، وحتى أنه ليتكلم يوم القيامة مع المؤمنين والكافرين وغيرهم بما يشاء، كما ثبت في الصحيحين عن عدي بن حاتم رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ أحمد ‏(‏4/ 256، 377‏)‏، والبخاري ‏[‏فتح الباري‏]‏ برقم ‏(‏1413، 1417، 3595، 6023، 6539، 6540، 6563، 7443، 7512‏)‏، ومسلم برقم ‏(‏1016‏)‏، والترمذي برقم ‏(‏2417‏)‏، وابن ماجه برقم ‏(‏173‏)‏ واللفظ له‏.‏ ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان‏.‏‏.‏‏.‏ الحديث، مع أحاديث أخرى في الموضوع‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

حفظ القرآن من التحريف

فتوى رقم ‏(‏6137‏)‏‏:‏

س‏:‏ إن أحد الأصدقاء طعن في صحة المصاحف التي بين أيدينا اليوم؛ مدعيا أن التحريف دخلها- حسب قوله- من مصحف امتنع صاحبه إعطاءه إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه وكان باليمن، ولقد أخذ صديقي يشرح لي، ودلني على الكتاب الذي أخذ منه معلوماته التي يجادلني بها، ولكن كان قد أثار غضبي وامتنعت عن الإذعان إليه، وبهذا كتبت مستفتيا سيادتكم عن هذا وطالبا منكم إمدادي بمعلومات عن نقل القرآن؛ لأنني أتعرض لمثل هذا، بحكم انتمائي لجماعة تبليغ‏؟‏

ج‏:‏ القرآن كلام الله جل وعلا، أخذه جبريل عن الله، وقرأه على محمد صلى الله عليه وسلم، واستمعه محمد صلى الله عليه وسلم من جبريل، وأخذه منه كما تكلم به الله جل وعلا، وحفظه الله تعالى في قلب محمد صلى الله عليه وسلم، قال تعالى‏:‏ سورة القيامة الآية 16 ‏{‏لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ‏}‏ سورة القيامة الآية 17 ‏{‏إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ‏}‏ سورة القيامة الآية 18 ‏{‏فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ‏}‏ سورة القيامة الآية 19 ‏{‏ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ‏}‏ وقال ابن جرير رحمه الله في تفسيره‏:‏ ‏(‏اختلف أهل التأويل في السبب الذي من أجله قيل له‏:‏ سورة القيامة الآية 16 ‏{‏لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ‏}‏ فقال بعضهم‏:‏ قيل له ذلك؛ لأنه كان إذا نزل عليه منه منه شيء عجل به يريد حفظه من حبه إياه، فقيل له‏:‏ لا تعجل به فإنا سنحفظه عليك‏.‏

وقال آخرون‏:‏ بل السبب الذي من أجله قيل له ذلك أنه كان يكثر تلاوة القرآن مخافة نسيانه، فقيل له‏:‏ لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه، ونقرئك فلا تنسى ‏[‏تفسير ابن جرير‏]‏ ‏(‏29/ 187‏)‏‏.‏ انتهى، وقال تعالى‏:‏ سورة الحجر الآية 9 ‏{‏إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ‏}‏ والذكر‏:‏ هو القرآن، وقد حفظه الله على المسلمين وتلقاه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن نبيهم صلى الله عليه وسلم كتابة وحفظا، وبلغوه الأمة غضا طريا لم يدخله شيء من التحريف أو النقص، وقد جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه في خلافته بواسطة زيد بن ثابت رضي الله عنه، ثم جمعه عثمان في خلافته على حرف واحد لئلا تختلف الأمة في ذلك، ومن قال‏:‏ إنه غير محفوظ أو دخله شيء من التحريف أو النقص فهو ضال مضل، يستتاب فإن تاب وإلا وجب على ولي الأمر قتله مرتدا؛ لأن قوله يصادم قول الله عز وجل‏:‏ سورة الحجر الآية 9 ‏{‏إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ‏}‏ ويصادم إجماع الأمة على حفظه وسلامته، ولهذا أنكر علماء المسلمين على الشيعة الباطنية زعمهم أن القرآن الذي بين أيدي المسلمين ناقص، وأن الذي عندهم هو الكامل، وهذا من أبطل الباطل‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

فضل القرآن على غيره

السؤال الثالث من الفتوى رقم ‏(‏6793‏)‏‏:‏

س3‏:‏ سمعت بعض العلماء يقول‏:‏ أيهما أفضل، القرآن أم عيسى ابن مريم‏؟‏

ج3‏:‏ القرآن كلام الله غير مخلوق، وعيسى من البشر مخلوق ولدته مريم بنت عمران، فالقرآن أفضل‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

هل القرآن كلام أو دعاء كما يقول بعض الناس

السؤال الرابع من الفتوى رقم ‏(‏7482‏)‏‏:‏

س4‏:‏ هل القرآن كلام أو هو دعاء كما يقول بعض الناس‏؟‏

ج4‏:‏ القرآن كلام الله سمعه جبريل عليه السلام من رب العالمين، ونزل به على محمد صلى الله عليه وسلم، وتلاه عليه وهو مشتمل على أدعية‏:‏ سورة آل عمران الآية 8 ‏{‏رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ‏}‏ وهي آية من كلام الله تعالى‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

هل القرآن المكتوب حاليا هو عين كلام الله‏؟‏

السؤال الثامن من الفتوى رقم ‏(‏9450‏)‏‏:‏

س‏:‏ هل القرآن المكتوب في المصاحف حاليا هو عين كلام الله سبحانه وتعالى، أو أن له كلاما آخر غير المكتوب بين أيدينا‏؟‏

ج‏:‏ القرآن المكتوب بين أيدينا هو كلام الله عز وجل، تكلم به حقيقة وسمعه منه جبريل عليه السلام، ونزل به جبريل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم وقرأه وأمر بكتابته، فكتبه الصحابة رضي الله عنهم وتناقله السلف إلى أن بلغنا‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

تحدي الله تعالى من يشكون في نزول القرآن على الرسول صلى الله عليه وسلم

السؤال الخامس من الفتوى رقم ‏(‏6193‏)‏‏:‏

س5‏:‏ بم تحدى الله تعالى من يشكون في نزول القرآن على الرسول صلى الله عليه وسلم‏؟‏

ج‏:‏ تحداهم الله تعالى بأن يأتوا بمثل القرآن، أو عشر سور، أو سورة، فعجزوا عن ذلك، قال تعالى‏:‏ سورة الإسراء الآية 88 ‏{‏قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا‏}‏ وقال تعالى‏:‏ سورة هود الآية 13 ‏{‏أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ‏}‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ سورة يونس الآية 38 ‏{‏أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ‏}‏‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

جمع القرآن وترتيبه

تسمية سور القرآن

السؤال الثاني من الفتوى رقم ‏(‏2376‏)‏‏:‏

س‏:‏ من هو الذي سمى سور القرآن الكريم هل هو الرسول صلى الله عليه وسلم أم ماذا‏؟‏

ج‏:‏ لا نعلم نصا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدل على تسمية السور جميعها، ولكن ورد في بعض الأحاديث الصحيحة تسمية بعضها من النبي صلى الله عليه وسلم كالبقرة، وآل عمران، أما بقية السور فالأظهر أن تسميتها وقعت من الصحابة رضي الله عنهم‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

قراءة سورة بعد سورة أقدم منها

فتوى رقم ‏(‏3132‏)‏‏:‏

س‏:‏ صلى رجل إماما بجماعة فقرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة سورة ‏(‏تبت‏)‏، ثم قرأ في الركعة الثانية سورة ‏(‏الفيل‏)‏ وذلك في صلاة العشاء، فما رأيكم جزاكم الله خير الجزاء، حيث إنني

سمعت من بعض المرشدين أنه لا يجوز قراءة سورة بعد سورة أقدم منها في الكتاب‏؟‏

ج‏:‏ إذا كان الأمر كما ذكر فليس في ذلك شيء، ولكن الأولى أن تكون السورة التي في الركعة الثانية بعد السورة التي في الركعة الأولى حسب ترتيب المصحف‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

ترتيب القرآن في سوره وآياته

السؤال الخامس من الفتوى رقم ‏(‏4497‏)‏‏:‏

س5‏:‏ سمعت بعض الناس يتحدث عن جمع القرآن ويقول‏:‏ إنه يجمع حسب ترتيب النزول، والجمع الموجود حاليا هو عمل الخليفة أبي بكر رضي الله عنه، فهل يجوز أن يجمع القرآن حسب ترتيب نزوله، وما حكم الجمع الموجود حاليا في المصحف‏؟‏

ج5‏:‏ يجب الوقوف في ترتيب القرآن في سوره وآياته على ما هو موجود عليه الآن، ولا يجوز لأحد التعدي عليه بتغيير ترتيبه، وقد تلقى الصحابة ترتيب آياته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأجمعوا عليه، وهو ترتيب بنص الرسول صلى الله عليه وسلم، وترتيب سوره باجتهاد الصحابة رضي الله عنهم، وننصح القارئ بتعلمه وكثرة تلاوته وتدبره والعمل بما فيه والدعوة إليه علىجمعه الحالي، مع العناية بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وحفظها والعمل بها؛ لأنها الوحي الثاني والمفسرة لما قد يخفى من معاني كلام الله سبحانه‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

ترتيب سور القرآن كما في المصحف العثماني

السؤال الأول من الفتوى رقم ‏(‏4735‏)‏‏:‏

س1‏:‏ طيا نسخة من جزء عم المهمش بمعاني الكلمات الصعبة، ولقد لاحظت أن الجزء المذكور قد رتبت السور فيه بشكل عكسي ابتداء بـ ‏(‏سورة الناس‏)‏ وانتهاء بـ ‏(‏سورة عم‏)‏‏؟‏

إنني أرجو التكرم بإفادتنا هل يصح هذا الترتيب، وهل ترتيب سور القرآن موقوفة حسب ما وردت أم لا‏؟‏

جزاكم الله عنا وعن المسلمين كل خير‏.‏

ج1‏:‏ يجب الترتيب لسور القرآن كما في المصحف العثماني، فالجزء الأخير يبدأ بسورة عم وينتهي بسورة الناس‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

قراءة السور على ترتيب المصحف العثماني

السؤال الأول من الفتوى رقم ‏(‏4909‏)‏‏:‏

س1‏:‏ هل يصح قراءة السور عكس ما هي مسطورة في القرآن، كأن يقرأ أولا‏:‏ سورة الفلق قبل سورة الناس، وما أشبهه‏؟‏

ج1‏:‏ الأفضل‏:‏ أن يقرأ السور على ترتيب المصحف العثماني، فيبدأ بالفاتحة ثم البقرة ثم آل عمران حتى ينتهي بقراءة سورة الناس، وبهذا يعلم أن قراءة الفلق ثم سورة الناس جاءت على ترتيب المصحف العثماني لا العكس، أما قراءته ابتداء من سورة الناس ثم الفلق ثم الإخلاص إلى ما فوقها للتعلم فلا بأس به‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

تعدد القراءات في القرآن

نفي وقوع اختلاف في القرآن

السؤال الثالث من الفتوى رقم ‏(‏1977‏)‏‏:‏

س3‏:‏ يقولون‏:‏ إن تعدد القراءات في القرآن معناه‏:‏ اختلاف في القرآن، حيث يؤدي إلى معان ثانية مثل آية الإسراء سورة الإسراء الآية 13 ‏{‏وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا‏}‏‏؟‏

ج3‏:‏ ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ أن القرآن نزل من عند الله على سبعة أحرف أي‏:‏ لغات من لغات العرب ولهجاتها؛ تيسيرا لتلاوتها عليهم رحمة من الله بهم، ونقل ذلك نقلا متواترا، وصدق ذلك واقع القرآن، وما وجد فيه من القراءات فهي كلها تنزيل من حكيم حميد، ليس تعددها عن تحريف أو تبديل، ولا لبس في معانيها، ولا تناقض في مقاصدها ولا اضطراب، بل بعضها يصدق بعضا ويبين مغزاه، وقد تتنوع معاني بعض القراءات فيفيد كل منها حكما يحقق مقصدا من مقاصد الشرع، ومصلحة من مصالح العباد، مع اتساق معانيها وائتلاف مراميها وانتظامها في وحدة تشريع محكمة كاملة، لا تعارض بينها ولا تضارب فيها‏.‏

فمن ذلك‏:‏ ما ورد من القراءات في الآية التي ذكرها السائل، وهي قوله تعالى‏:‏ سورة الإسراء الآية 13 ‏{‏وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا‏}‏ فقد قرئ ‏(‏ونخرج‏)‏ بضم النون وكسر الراء، وقرئ ‏(‏يلقاه‏)‏ بفتح الياء والقاف مخففة، والمعنى‏:‏ ونحن نخرج للإنسان يوم القيامة كتابا هو صحيفة عمله يصل إليه حال كونه مفتوحا، فيأخذه بيمينه إن كان سعيدا وبشماله إن كان شقيا، وقرئ سورة الإسراء الآية 13 ‏{‏يَلْقَاهُ مَنْشُورًا‏}‏ بضم الياء وتشديد القاف، والمعنى‏:‏ ونحن نخرج للإنسان يوم القيامة كتابا هو صحيفة عمله، يعطىالإنسان ذلك الكتاب حال كونه مفتوحا، فمعنى كل من القراءتين يتفق في النهاية مع الآخر، فإن من يلقى إليه الكتاب فقد وصل إليه، ومن وصل إليه الكتاب فقد ألقي إليه‏.‏

ومن ذلك قوله تعالى‏:‏ سورة البقرة الآية 10 ‏{‏فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ‏}‏ قرئ ‏(‏يكذبون‏)‏ بفتح الياء وسكونالكاف وكسر الذال، بمعنى‏:‏ يخبرون بالأخبار الكاذبة عن الله والمؤمنين، وقد قرئ ‏(‏يكذبون‏)‏ بضم الياء وفتح الكاف وتشديد الذال المكسورة، بمعنى‏:‏ يكذبون الرسل فيما جاءوا به من عند الله من الوحي، فمعنى كل من القراءتين لا يعارض الآخر ولا يناقضه، بل كل منهما ذكر وصفا من أوصاف المنافقين، وصفتهم الأولى بالكذب في الخبر عن الله ورسله وعن الناس، ووصفتهم الثانية بتكذيبهم رسل الله فيما أوحي إليهم من التشريع، وكل حق؛ فإن المنافقين جمعوا بين الكذب والتكذيب‏.‏

ومن ذلك يتبين أن تعدد القراءات كان بوحي من الله، لحكمة لا عن تحريف وتبديل، وأنه لا يترتب عليه أمور شائنة، ولا تناقض أو اضطراب، بل معانيها مؤتلفة ومقاصدها متفقة‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

مخرج حرف الضاد

السؤال الأول من الفتوى رقم ‏(‏2638‏)‏‏:‏

س1‏:‏ ما مخرج حرف ‏(‏الضاد‏)‏، وبأي صوت يظهر حينما يؤدى من مخرجه الأصلي‏؟‏ بعض الناس في بلادنا باكستان والهند يقرؤونه ‏(‏غدواد‏)‏ أو ‏(‏ادواد‏)‏ أو شبيها بالدال المفخمة فيظهر صوت الحرف في قوله تعالى‏:‏ سورة الفاتحة الآية 7 ‏{‏وَلَا الضَّالِّينَ‏}‏ ولا غدوالين، أو ولا الدوالين، أو ولا الدولين على الترتيب، والآخرون منهم يقرؤونه مشابها للظاء المعجمة، إلا أن الفرق يظهر واضحا بين تلفظ الضاد والظاء على حسب المخرج، فأفتى الفريق الأول بعدم جواز الصلاة خلف الفريق الثاني، أو بتقليل الأجر والثواب على الأقل‏.‏ فيا معشر علماء الحق المبين، أوضحوا مخرج حرف الضاد والفرق بينه وبين حرف الظاء المعجمة، وأيضا فصلوا المسألة من حيث الشرع محاكمين بين الفريقين المذكورين‏؟‏

ج1‏:‏ أولا‏:‏ مخرج الضاد من إحدى حافتي اللسان اليمنى أو اليسرى بعد مخرج الياء وقبل مخرج اللام مما يلي الأضراس، وتخرج اللام من أقرب حافة اللسان إلى مقدم الفم، وصوت الضاد بين صوت الدال المفخمة والظاء المعجمة تقريبا، والنطق بالضاد كما ذكر في السؤال خطأ‏.‏

ثانيا‏:‏

من قدر على أن يجود حرف الضاد حتى يخرجه من مخرجه الصحيح وجب عليه ذلك، ومن عجز عن تقويم لسانه في حرف الضاد أو غيره كان معذورا وصحت صلاته، ولا يصلي إماما إلا بمثله أو من دونه، لكن يغتفر في أمر الضاد والظاء ما لا يغتفر في غيرهما؛ لقرب مخرجهما وصعوبه التمييز بينهما في المنطق، كما نص عليه جمع من أهل العلم، منهم الحافظ بن كثير في تفسير الفاتحة‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

قراءة القرآن في الصلاة برواية ورش

السؤال الثالث من الفتوى رقم ‏(‏7339‏)‏‏:‏

س3‏:‏ هل يجوز قراءة القرآن في الصلاة برواية ورش، علما بأنا تداولنا القراءة برواية حفص عن عاصم‏؟‏

ج3‏:‏ القراءة برواية ورش عن نافع صحيحة معتبرة في نفسها لدى علماء القراءات، لكن القراءة بها لمن لم يعهدها، بل عهد غيرها- كالقراءة برواية حفص مثلا- تثير بلبلة في نفوس المأمومين، فتترك القراءة بها لذلك، أما إذا كان القارئ بها في صلاته منفردا فيجوز؛ لعدم المانع‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

فتح التاء في كلمة رحمت

السؤال الثالث من الفتوى رقم ‏(‏4161‏)‏‏:‏

س3‏:‏ قرأت في القرآن الكريم كله سورة الأعراف الآية 56 ‏{‏إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيب‏}‏ والتاء مفتوحة مع أنها تاء ساكنة مؤنثة، فما الحكم في ذلك‏؟‏

ج3‏:‏ إن رسمها على ما ذكر متبع فيه الرسم العثماني، وأما التاء فليست بساكنة، بل مفتوحة‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

قراءة القرآن وصلاة التطوع في نهار رمضان

السؤال الخامس من الفتوى رقم ‏(‏968‏)‏‏:‏

س5‏:‏ أيها أفضل في نهار شهر رمضان المبارك قراءة القرآن أم صلاة التطوع‏؟‏

ج5‏:‏ كان من هديه صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان‏:‏ الإكثار من أنواع العبادات، وكان جبريل يدارسه القرآن كل ليلة، وكان إذا لقيه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة، وكان أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان، لما يكثر فيه من الصدقة والإحسان وتلاوة القرآن والصلاة والذكر والاعتكاف هذا هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الباب في هذا الشهر، أما المفاضلة بين قراءة القارئ وصلاة المصلي تطوعا فتختلف باختلاف أحوال الناس وتقدير ذلك راجع إلى الله جل وعلا؛ لأنه بكل شيء محيط‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ إبراهيم بن محمد آل الشيخ

نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن

السؤال السابع من الفتوى رقم ‏(‏687‏)‏‏:‏

س7‏:‏ من المعلوم أن سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن في الفضيلة والثواب، فهل إذا قرأها الإنسان ثلاث مرات أو أربع يحصل بذلك فضيلة ختم القرآن الكريم كله‏؟‏

ج7‏:‏ فضل الله واسع، وإن ثبت أن معنى الحديث أن سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن في الفضيلة والثواب كان لقارئها ثلاث مرات ثواب ختم القرآن، وعلى المسلم أن يذكر ربه ويتلو من كتابه الكريم ما تيسر له، ويفعل الخير ما استطاع، ويرجو من الله المثوبة وحسن الجزاء‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن منيع

الاكتفاء بسورة الإخلاص عن القرآن

السؤال الرابع من الفتوى رقم ‏(‏829‏)‏‏:‏

س4‏:‏ إذا كانت قراءة سورة الإخلاص ثلاث مرات تعادل ثواب قراءة القرآن فهل على المسلم إثم إذا ترك تلاوة القرآن اكتفاء بقراءة هذه السورة‏؟‏

ج4‏:‏ ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ أحمد ‏(‏1/ 351‏)‏ و ‏(‏4/ 102‏)‏ و ‏(‏5/ 297‏)‏، ومسلم برقم ‏(‏55‏)‏، وأبو داود برقم ‏(‏4944‏)‏، والنسائي في ‏[‏المجتبى‏]‏ ‏(‏7/ 156‏)‏‏.‏ ‏"‏الدين النصيحة‏"‏ ثلاثا، فقيل‏:‏ لمن يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم والنصيحة لكتاب الله تعالى تكون بتلاوته وتدبر آياته والاتعاظ بمواعظه والوقوف عند حدوده بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، ولا شك أن الاكتفاء بقراءة سورة الإخلاص دون سائر كتاب الله لا يتفق مع النصيحة لكتاب الله، ولا يتأتى لمن يكتفي بذلك النصح لنفسه بما يحصل له من تلاوة كتاب الله من الأجر والمثوبة، وزيادة الإيمان، ومعرفة الأحكام من الحلال والحرام، والواجب والمسنون والمكروه، والتأدب بآداب القرآن، والتخلق بأخلاقه، وكفى بانتقاص العبد هذه الأمور زاجرا عن ترك تلاوة كتاب الله، والرسول صلى الله عليه وسلم مع علمه بفضل هذه السورة وإخباره بأنها تعدل ثلث القرآن وزيادة حرصه على عظم الأجر والثواب، لم يقتصر على تلاوة هذه السورة، بل كان يداوم على تلاوة سائر كتاب الله، وقد قال الله تعالى‏:‏ سورة الأحزاب الآية 21 ‏{‏لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ‏}‏‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن منيع

كيفية تحزيب القرآن

السؤال الثاني من الفتوى رقم ‏(‏2450‏)‏‏:‏

س2‏:‏ هل يجوز تحزيب القرآن يعني‏:‏ عند تلاوته؛ لما في ذلك من تغيير لأقواله تعالى ومنه الزيادة والنقصان، وهذا ما شهدناه في بعض مناطق المغرب العربي- أقول- هل يجوز ذلك‏؟‏

ج2‏:‏ لا نعلم شيئا يدل على التحزيب المثبت على هوامش المصاحف التي بيد الناس اليوم، والوارد عن الصحابة رضي الله عنهم في ذلك ما رواه أوس بن حذيفة قال‏:‏ أحمد ‏(‏4/ 9‏)‏، وأبو داود برقم ‏(‏1393‏)‏، وابن ماجه برقم ‏(‏1339‏)‏‏.‏ سألت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ كيف يحزبون القرآن‏؟‏ فقالوا‏:‏ ثلاث وخمس وسبع وتسع وإحدى عشرة وثلات عشرة وحزب المفصل وحده، وبأنه ثلاث‏:‏ البقرة وآل عمران والنساء، وخمس‏:‏ المائدة والأنعام والأعراف والأنفال وبراءة، وسبع‏:‏ يونس وهود ويوسف والرعد وإبراهيم والحجر والنحل، وتسع‏:‏ الإسراء والكهف ومريم وطه والأنبياء والحج والمؤمنون والنور والفرقان، وإحدى عشرة‏:‏ الشعراء والنمل والقصص والعنكبوت والروم ولقمان والم السجدة والأحزاب وسبأ وفاطر ويس، وثلاث عشرة‏:‏ الصافات وص والزمر وغافر وحم السجدة وحم عسق والزخرف والدخان والجاثية والأحقاف والقتال والفتح والحجرات، ثم بعد ذلك حزب المفصل وأوله ق‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

أيهما أفضل قراءة القرآن أم الاشتغال بالتسبيح والتهليل والاستغفار والدعاء‏؟‏

السؤال الثاني من الفتوى رقم ‏(‏4963‏)‏‏:‏

س2‏:‏ أيهما أفضل قراءة القرآن أم الاشتغال بالتسبيح والتهليل والاستغفار والدعاء فيما بين الأذان والإقامة في صلاتي الصبح والمغرب، أرجو الإفادة‏؟‏

ج2‏:‏ قراءة القرآن أفضل، إلا إذا وجد ما يقتضي رجحان غيرها؛ كالتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل في مواضع من الصلاة دلت السنة على الذكر بها فيها، وكذا بعد الصلاة بالنسبة لما ثبت فيه دليل على مشروعية العمل بعدها، والقاعدة‏:‏ أن كل ذكر خص شرعا بوقت أو مكان كان مقدما على غيره في ذلك، بل قد نهي عن قراءة القرآن في مواضع وجعل غيره من الأذكار فيها متعينا؛ كالتسبيح في الركوع والسجود‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

قراءة القرآن في أوقات معينة

السؤال السابع من الفتوى رقم ‏(‏5519‏)‏‏:‏

س7‏:‏ عندما يعتاد المسلم قراءة القرآن في أوقات معينة مثل بعد صلاة الفجر يوميا أو في يوم الجمعة فهل يجب عليه قراءة حزب أو ربع حزب أو عدد آيات محددة مثل 30 آية، 50 آية، أو أن ذلك يعود إلى ما تيسر من آيات الذكر الحكيم‏؟‏

ج7‏:‏ يقرأ ما تيسر له، بدون التزام لعدد معين من السور أو الآيات، ويحاول المحافظة على القراءة يوميا إذا تيسر له ذلك؛ لما في ذلك من الخير العظيم والأجر الكبير، وليحرص على التدبر والتعقل لما يقرأ، حتى يستفيد من كلام ربه سبحانه‏.‏ وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

تلاوة القرآن والنوافل والدعاء

السؤال الثالث عشر من الفتوى رقم ‏(‏5828‏)‏‏:‏

س13‏:‏ تلاوة القرآن والنوافل والدعاء أيهم أفضل عند الله سبحانه وتعالى‏؟‏

ج13‏:‏ تلاوة القرآن فاضلة، ونوافل العبادات فاضلة، والدعاء فاضل وهو مخ العبادة، وتختلف أفضلية وأولوية هذه الأمور باختلاف الأحوال والأزمان والأسباب والمقتضيات لها، فنوصيك بالإكثار من تلاوة القرآن والنوافل والدعاء حسب الطاقة، مع الإخلاص لله والنصح في العمل، وأبشر بالخير والأجر الجزيل‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

السؤال التاسع من الفتوى رقم ‏(‏8809‏)‏‏:‏

تفضيل بعض المقرئين على الآخرين في قراءة القرآن

س9‏:‏ ما حكم تفضيل بعض المقرئين على الآخرين في قراءة القرآن وتسجيل القرآن على شرائط وبيعها بالفلوس‏؟‏

ج9‏:‏ يجوز تفضيل بعض قراء القرآن على بعض من أجل أحكام التلاوة وحسن الترتيل، ويجوز تسجيل قراءة القرآن على أشرطة وبيع هذه الأشرطة‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

تطور العالم القرآني

السؤال الثاني من الفتوى رقم ‏(‏9097‏)‏‏:‏

س2‏:‏ هل العالم القرآني يمكنه التطور حتى يكشف ما لا يجوز كشفه أعني‏:‏ من الناحية الدينية لا الاقتصادية‏؟‏

ج2‏:‏ يمكنه التقدم بتلاوة القرآن وتدبره، ويتسع بذلك أفقه في معرفة شرع الله عقائد وأحكاما أخرى، ويزداد عند الله درجات؛ فضلا من الله ورحمة، وقد يهبه الله قوة فراسة، وتصدق رؤياه، لكنه لا يعلم الغيب؛ لقوله تعالى‏:‏ سورة الجن الآية 26 ‏{‏عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا‏}‏ سورة الجن الآية 27 ‏{‏إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا‏}‏ ونحوه من الآيات‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

قراءة القرآن في المصحف وقراءته بدون مصحف

السؤال الثالث من الفتوى رقم ‏(‏9770‏)‏‏:‏

س3‏:‏ قراءة القرآن في المصحف وقراءته بدون مصحف أيهما أفضل‏؟‏

ج3‏:‏ ما هو أنفع لك وأخشع لقلبك أفضل‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

قراءة القرآن على ظهر الدابة

فتوى رقم ‏(‏11249‏)‏‏:‏

س‏:‏ هل يجوز قراءة القرآن على ظهر الدابة، مثل الجمال والخيل والحمير والسيارة، أفدنا أفادكم الله‏؟‏

ج‏:‏ يجوز للمسلم قراءة القرآن على ظهر الدابة، وفي

داخل السيارة والطائرة، وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلي على راحلته ولعموم قوله تعالى‏:‏ سورة آل عمران الآية 190 ‏{‏إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ‏}‏ سورة آل عمران الآية 191 ‏{‏الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ‏}‏ الآية، والذكر‏:‏ يعم القرآن وغيره‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

تحسين الصوت في القراءة

السؤال الثاني من الفتوى رقم ‏(‏829‏)‏‏:‏

س2‏:‏ حكم تحسين الصوت في القرآن والأذان‏؟‏

ج2‏:‏ إن كان تحسين الصوت بهما لا يصل إلى حد الغناء بهما فذلك حسن، قال ابن القيم رحمه الله‏:‏ كان صلى الله عليه وسلم يحب حسن الصوت بالأذان والقرآن ويستمع إليه، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ أحمد ‏(‏5/ 271، 450‏)‏، والبخاري ‏[‏فتح الباري‏]‏ برقم ‏(‏5023، 5482، 5544‏)‏، ومسلم برقم ‏(‏792‏)‏، وأبو داود برقم ‏(‏1473‏)‏، والدارمي برقم ‏(‏3500‏)‏، وأخرج نحوه ابن ماجه برقم ‏(‏1334‏)‏‏.‏ ما أذن الله لشيء كإذنه لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن ويجهر به متفق عليه، ولقوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ أحمد ‏(‏4/ 283، 285، 296، 304‏)‏، وأبو داود برقم ‏(‏1468‏)‏، والنسائي في ‏[‏المجتبى‏]‏ ‏(‏3/ 179‏)‏، وابن ماجه في السنن برقم ‏(‏1336‏)‏، والحاكم في ‏[‏المستدرك‏]‏ ‏(‏1/ 574‏)‏، والدارمي برقم ‏(‏3503‏)‏، والبيهقي في ‏[‏السنن الكبرى‏]‏ ‏(‏2/ 53‏)‏ و ‏(‏10/ 229‏)‏، وأبو نعيم في ‏[‏الحلية‏]‏ برقم ‏(‏5/ 27‏)‏ و ‏(‏7/ 139‏)‏‏.‏ زينوا القرآن بأصواتكم رواه أحمد وأصحاب السنن إلا الترمذي وابن حبان والحاكم عن البراء، وزاد الحاكم‏:‏ سنن الدارمي فضائل القرآن ‏(‏3501‏)‏‏.‏ فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا الحاكم ‏(‏1/ 575‏)‏، والدارمي في ‏[‏السنن‏]‏ برقم ‏(‏3504‏)‏‏.‏

قال بعض أهل العلم‏:‏ معنى يتغنى بالقرآن‏:‏ يحسن قراءته ويترنم به ويرفع صوته به، كما قال أبو موسى للنبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ لو علمت أنك تسمع قراءتي لحبرته لك تحبيرا البخاري ‏[‏فتح الباري‏]‏ برقم ‏(‏5048‏)‏، ومسلم برقم ‏(‏793‏)‏، وانظر ‏[‏فتح الباري‏]‏ ‏(‏9/ 93‏)‏‏.‏ وأما أداؤهما بالألحان والغناء فذلك غير جائز، قال ابن قدامة رحمه الله في كتابه ‏[‏المغني‏]‏‏:‏ ‏(‏وكره أبو عبد الله القراءة بالألحان وقال‏:‏ هي بدعة‏.‏‏.‏‏.‏‏)‏ إلى أن قال‏:‏ ‏(‏وكلام أحمد محمول على الإفراط في ذلك، بحيث يجعل الحركات حروفا ويمد في غير موضعه‏)‏ ‏[‏المغني‏]‏ ‏(‏9/ 180‏)‏‏.‏‏.‏ اه‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن منيع

تأخير ختم القرآن إلى الخميس والجمعة

السؤال السادس من الفتوى رقم ‏(‏9328‏)‏‏:‏

س6‏:‏ إذا كان الإنسان مداوما على قراءة القرآن- بتوفيق من الله وله الحمد- وأكثر الأوقات يختم في كل أسبوع أو أسبوعين، الخلاصة‏:‏ أنه إذا ختم القرآن في يوم الثلاثاء والأربعاء وقف على المعوذات وبدأ بالفاتحة والبقرة، فإذا جاء ليلة الجمعة بعد صلاة المغرب بدأ من المعوذات من موقفه وختم وقرأ الختمة بين فضيلتين الخميس وليلة الجمعة لأجل إن شاء الله برحمته صلاة الملائكة إلى الصباح أطول كما في الحديث، فإذا قرأ الختمة بدأ في القراءة من موقفه في مثناة القرآن‏.‏

والخلاصة‏:‏ هل يكون تأخير الختمة إلى الخميس والجمعة بدعة ولا ينفعه ما قصد واجتهاده‏؟‏ وإذا ختم يقرأ الختمة من ساعة ما يختم أي يوم إلا أن أول النهار أو أول الليل أفضل، أيهما أفضل إذا ختم يقرأ الختمة من ساعته في يومه أو يؤخر الختمة إلى الجمعة كما أسلفت‏؟‏ أفيدوني بالأفضل، جزاكم الله خيري الدنيا والآخرة‏؟‏

ج6‏:‏ السنة له أن يكمل ختم القرآن، ولا يؤجل قراءة المعوذتين إلى الجمعة ولا غيرها، بل ينهي الختمة متى وصل إلى المعوذتين، ثم يدعو بما فيه من الدعاء بعد حمد الله والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم؛ اقتداء بالسلف الصالح، ثم يعود فيبدأ بالختمة الأخرى من الفاتحة، وهكذا‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

رفع الصوت في القراءة

قراءة سورة يس بالصوت المرتفع في المسجد

فتوى رقم ‏(‏2584‏)‏‏:‏

س‏:‏ هل يجوز قراءة سورة يس بالصوت المرتفع في المسجد أو لا‏؟‏

ج‏:‏ لا يجوز لأحد أن يرفع صوته بقراءة القرآن في المسجد، لا بسورة يس ولا بغيرها من القرآن، لا في الصلاة ولا في غيرها؛ لما ثبت من أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج على الناس وهم يصلون ويجهرون بالقراءة، فقال‏:‏ مالك في ‏[‏الموطأ‏]‏ باب الصلاة برقم ‏(‏30‏)‏، وأحمد ‏(‏4/ 344‏)‏ و ‏(‏2/ 36، 67، 129‏)‏، والنسائي في ‏[‏فضائل القرآن‏]‏ برقم ‏(‏116، 117‏)‏، وأبو داود برقم ‏(‏1332‏)‏، والحاكم في ‏[‏المستدرك‏]‏ ‏(‏1/ 311‏)‏ وصححه، ووافقه الذهبي‏.‏ أيها الناس كلكم يناجي ربه فلا يجهر بعضكم على بعض في القراءة ولأن في ذلك تشويشا وإيذاء من بعضهم لبعض‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

قراءة القرآن في المسجد بصوت مرتفع

السؤال الثاني من الفتوى رقم ‏(‏3570‏)‏‏:‏

س2‏:‏ هل تجوز قراءة القرآن في المسجد بصوت مرتفع وفي مكبر الصوت قبل صلاة الفجر والجمعة وبعض الصلوات، ويكون هناك من يصلي السنة القبلية أو تحية المسجد‏؟‏

ج2‏:‏ القرآن‏:‏ كلام الله جل وعلا، وتلاوته عبادة من العبادات البدنية المحضة والمستمع يثاب على استماعه، ولكن إذا ترتب على رفع الصوت به أذى، فينبغي خفض الصوت إلى درجة يزول بها الأذى، وما ذكر في السؤال من تخصيص وقت قبل الصلاة لقراءة القرآن في المسجد بصوت مرتفع لا نعلم له أصلا يدل على فعله بصفة دائمة في هذا الوقت‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

قراءة القرآن قبل صلاة الفجر

السؤال الثالث من الفتوى رقم ‏(‏4010‏)‏‏:‏

س3‏:‏ ما حكم الإسلام في قراءة القرآن قبل صلاة الفجر‏؟‏

ج3‏:‏ الأصل في قراءة القرآن أنها مشروعة، سواء أكانت قبل الفجر أو بعده، ولكن يجب على القارئ في المسجد أن يراعي من حوله من المصلين والقراء فيخفض صوته حتى لا يشوش عليهم‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

استعمال أئمة المساجد مكبرات الصوت في القراءة

فتوى رقم ‏(‏7784‏)‏‏:‏

س‏:‏ إن بعض أئمة المساجد يستعملون القراءة في مكبرات الصوت التي خصصت لنشر صوت الأذان، وذلك في صلاة الليل- التراويح- في شهر رمضان المبارك، وبما أنه كثر االنقاش والجدل في الموضوع، فمن قال‏:‏ إنه لا يجوز لوجود من يتضرر بسماع الأصوات ممن هو خارج المسجد كالنائم والمريض ونحوهما؛ لأن البلد بلد هادئ وليست كالمدن الأخرى، وما دام بإمكان الإمام استعمال سماعة منخفضة في سرحة المسجد ينتفع بالقراءة المصلون داخل المسجد دون الإضرار بمن خارجه، ومن قال‏:‏ بأنه يجوز استعمال مكبرات الصوت المعدة للأذان؛ لما في ذلك من مصلحة الانتفاع بالتلاوة للقريب والبعيد بصرف النظر عن تضرر البعض من المواطنين، لذا نرجو من سماحة الرئيس صدور الفتوى؛ لينتفع بها طالب الحق‏.‏

والله يوفقكم لما يحبه ويرضاه‏.‏

ج‏:‏ إذا كان الأمر كما ذكر فلا مانع من قراءة القرآن في مكبر الصوت حسب الحاجة إذا كان لا يشوش على المصلين ولا على القراء، وإنما يقرأ على أناس يستمعون له‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

القرآن الكريم أفضل الذكر

السؤال الرابع من الفتوى رقم ‏(‏9414‏)‏‏:‏

س4‏:‏ ألاحظ أغلبية المصلين قبل صلاة الجمعة يقرؤون القرآن الكريم، فهل ذلك أفضل‏؟‏ وما حكم من يرغب في أداء النوافل والتسبيح بدلا من ذلك‏؟‏

ج‏:‏ القرآن الكريم أفضل الذكر، وقد أمر الله سبحانه بتلاوته وتدبره والعمل به، لكن لو اشتغل المصلي بغيره من الصلاة والذكر فلا حرج، فكل ذلك من أعمال الخير، ولكن يشرع للقارئ بين المصلين والقراء أن لا يرفع صوته حتى لا يشوش عليهم‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

احترام القرآن

كتابة الآيات وتعليقها على الحائط

فتوى رقم ‏(‏2078‏)‏‏:‏

س‏:‏ إن حامله عبد الله محمد بالطو معه عينة من علاقات حائط مكتوب عليها آيات قرآنية وصورة المسجد النبوي والكعبة والمسجد الأقصى لتشويق الناس إليها، وهي جارية منذ سنتين وموجودة بكثير من البيوت، ويذكر بأن الجمرك حجزها عليه بتوجيه من مندوب الهيئة، ويا سبحان الله كيف يسمح بدخول الصور الخليعة والمملوءة الأسواق منها ويمنع مثل ذلك، أرى أن هذا من الدس والتشويه ووضع الأمور بغير مواضعها؛ لهذا أرجو مشاهدة ذلك وهيئتكم الموقرة والأمر بما يلزم نحو ذلك، حفظكم الله ورعاكم‏؟‏

ج‏:‏ أولا‏:‏ أنزل الله تعالى القرآن موعظة وشفاء لما في الصدور، وهدى ورحمة للمؤمنين، وليكون حجة على الناس، ونورا وبصيرة لمن فتح قلبه له، يتلوه ويتعبد به، ويتدبره، ويتعلم منه أحكام العقائد والعبادات والمعاملات الإسلامية ويعتصم به في كل أحواله، ولم ينزل ليعلق على الجدران زينة لها، ولا ليجعل حروزا وتمائم تعلق في البيوت أو المحلات التجارية ونحوها؛ صيانة وحفظا لها من الحريق واللصوص، وما شابه ذلك مما يعتقده بعض العامة، وخاصة المبتدعة- وما أكثرهم- فمن انتفع بالقرآن فيما أنزل من أجله فهو على بينة من ربه وهدى وبصيرة، ومن كتبه على الجدران أو على خرق تعلق عليها ونحو ذلك؛ زينة أو حرزا وصيانة للسكان والأثاث وسائر المتاع فقد انحرف بكتاب الله أو بآية أو بسورة منه عن جادة الهدى، وحاد عن الطريق السوي والصراط المستقيم، وابتدع في الدين ما لم يأذن به الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم قولا أو عملا، ولا عمل به الخلفاء الراشدون وسائر الصحابة رضي الله عنهم أجمعين ولا أئمة الهدى في القرون الثلاثة التي شهد لها النبي صلى الله عليه وسلم بأنها خير القرون، ومع ذلك فقد عرض آيات القرآن أو سوره للإهانة عند الانتقال من بيته إلى آخر بطرح هذه الخرق في الأثاث المتراكم، وكذا الحال عند بلاها وطرحها هنا وهنا مما لا ينبغي، وجدير بالمسلم أن يرعى القرآن وآياته، والمحافظة على حرمته، ولا يعرضه لما قد يكون فيه امتهان له‏.‏‏.‏

ثانيا‏:‏ اطلعت اللجنة على الخرق الثلاث، ‏(‏العلاقات‏)‏، فوجدت أن إحداها قد كتب عليها البسملة، وقوله تعالى‏:‏ سورة البقرة الآية 144 ‏{‏فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ‏}‏‏.‏

وقوله‏:‏ سورة النمل الآية 19 ‏{‏رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ‏}‏ وفيها صورة الكعبة وصور لرجال ونساء في المطاف، وفي الثانية‏:‏ البسملة وسورة الفاتحة ودعاء ولفظ الجلالة واسم محمد صلى الله عليه وسلم وأسماء الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم بإزاء لفظ الجلالة، وصورة المسجد الأقصى‏.‏ وتطبيقا لما تقدم في رقم ‏(‏1‏)‏ لا يجوز اتخاذ هذه الخرق ولا تعليقها في البيوت أو المدارس أو النوادي أو المحلات التجارية ونحوها زينة لها أو تبركا بها مثلا؛ للأمور الآتية‏:‏ ‏(‏أ‏)‏ لما في ذلك من الانحراف بالقرآن عما أنزل من أجله من الهداية والموعظة الحسنة والتعبد بتلاوته ونحو ذلك‏.‏ ‏(‏ب‏)‏ لمخالفة ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون رضي الله عنهم، فإنهم لم يكونوا يفعلون ذلك، والخير كل الخير في اتباعهم لا في الابتداع‏.‏ ‏(‏ج‏)‏ سد ذريعة الشرك، والقضاء على وسائله من الحروز والتمائم وإن كانت من القرآن؛ لعموم حديث النهي عن ذلك، ولا شك أن تعليق هذه الخرق وأمثالها يفضي إلى اتخاذها حروزا؛ لصيانة ما علقت فيه، كما دل على ذلك التجربة وواقع الناس‏.‏ ‏(‏د‏)‏ ما في الكتابة عليها من اتخاذ القرآن وسيلة لترويج التجارة فيها والزيادة في كسبها، فإنها خرقة لا تساوي إلا ثمنا زهيدا، فإذا كتب عليها القرآن راجت وارتفع سعرها، وما أنزل القرآن ليتخذ آلة ووسيلة للرواج التجاري وزيادة الأسعار، فيجب أن يترفع به عن ذلك‏.‏ ‏(‏هـ‏)‏ في ذلك تعريض آيات القرآن وسوره للامتهان والأذى عند الانتقال من بيت إلى آخر حيث ترمى مع أثاث البيت المتراكم على اختلاف أنواعه، وكذلك عند بلاها فتطرح هذه الخرقة بما فيها من القرآن فيما ينبغي وما لا ينبغي‏.‏ وبالجملة‏:‏ إغلاق باب الشر، والسير على ما كان عليه أئمة الهدى في القرون الأولى التي شهد لها النبي صلى الله عليه وسلم بالخيرية- أسلم للمسلمين في عقائدهم وسائر أحكام دينهم من ابتداع بدع لا يدرى مدى ما تنتهي إليه من الشر‏.‏‏.‏

ثالثا‏:‏ لا يجوز أن يكون التشويق إلى الخير ببدع تفضي إلى الشرك، وتعويض القرآن للمهانة واتخاذ كتابته على الخرق التي تعلق على الجدران وسيلة لنفاق التجارة وزيادة ثمنها، ولا يعدم الداعية إلى الخير وسائل أخرى مشروعة ناجحة‏.‏

رابعا‏:‏ كثرة أمثال هذه الخرق ‏(‏العلاقات‏)‏، وانتشارها منذ زمن بعيدووجودها في بيوت كثير من الناس وامتلاء الأسواق بها دليل على الضعف والفتور، وعدم مبالاة من اتخذها أو اتجر فيها بارتكاب المنكر أو الجهل به، وليس دليلا على جواز اتخاذها، فالمبتدعة والمخرفون كثرة، والمدافعون عن البدع أكثر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، بل ما وقع من بعض الناس من اتخاذها منكر يجب على العلماء التعاون على إنكاره والقضاء عليه استيرادا واستعمالا، لكنالمراقب الديني الذي حصل منه التوجيه لحجز هذه الخرق، ‏(‏العلاقات‏)‏ فعل ما في اختصاصه- شكر الله له سعيه- أما ما زاد على ذلك من المنكرات التي عمت وطمت فهو أسوة غيره في إنكار المنكر في حدود علمه وقدرته، ولا يعتبر فيما فعل من أهل الدس والتشويه، بل قدم معروفا للأمة يحمد عليه، وأدى واجب مهمته التي أسندت إليه على ما تبين له من أحكام الشريعة، وحسن توجيه رئاسته له‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

كتابة الآيات على ساعات الدليل

فتوى رقم ‏(‏1683‏)‏‏:‏

فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوت العلمية والإفتاء على السؤال المقدم إلى سماحة الرئيس العام من سمو الأمير مشاري بن عبد العزيز باعتباره رئيسا لمجلس إدارة شركة السعادة للتجارة والمقاولات المحدودة بخصوص ساعات الدليل التي يراد إدخالها المملكة لما يرون فيها من خدمة دينية وتعريف بعض المسلمين للاتجاه الصحيح لجهة الكعبة المشرفة‏.‏

وبعد اطلاع اللجنة على ساعة الدليل، وما كتب عليها من آية بسم الله الرحمن الرحيم وآية الكرسي، وما كتب فيها من الكلمات‏:‏ ‏(‏الله أكبر، لا إله إلا الله محمد رسول الله‏)‏، كتبت الجواب التالي‏:‏

أنزل الله القرآن؛ ليتعبد الناس بتلاوته وتدبر معانيه، فيعرفوا أحكامه ويأخذوا أنفسهم بالعمل بها، وبهذا يكون موعظة لهم، وذكرى تقشعر منه جلودهم وتلين به قلوبهم، ويكون شفاء لما في الصدور من الجهل والضلال، وطهارة للنفوس من أدران الشكوك وما ارتكبته من المعاصي والذنوب، وجعله سبحانه هدى ورحمة لمن فتح له قلبه أو ألقى إليه السمع وهو شهيد، قال الله تعالى‏:‏ سورة يونس الآية 57 ‏{‏يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ‏}‏‏.‏

وقال‏:‏ سورة الزمر الآية 23 ‏{‏اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ‏}‏ الآية، وقال‏:‏ سورة ق الآية 37 ‏{‏إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيد‏}‏ وجعل الله سبحانه القرآن معجزة لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وآية باهرة على أنه رسول من عند الله إلى الناس كافة، رحمة بهم وإقامة للحجة عليهم، قال تعالى‏:‏ سورة العنكبوت الآية 50 ‏{‏وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِين‏}‏ سورة العنكبوت الآية 51 ‏{‏أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ‏}‏ وقال‏:‏ سورة يوسف الآية 1 ‏{‏تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ‏}‏ وقال‏:‏ سورة يونس الآية 1 ‏{‏تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ‏}‏ إلى غير ذلك من الآيات، وإذا فالقرآن كتاب هداية وتشريع ومواعظ وعبر وبيان للأحكام، وآية بالغة ومعجزة باهرة وحجة دامغة أيد الله بها رسوله صلى الله عليه وسلم، ولم ينزله سبحانه ليكتب كلمة أو آية منه على ساعات الدليل زينة لها أو ترويجا لها وإغراء بشرائها، أو ليتخذها حاملها حرزا له إلى جانب استخدامها في معرفة الجهات، فكتابة آية من القرآن أو أكثر على ساعات الدليل أو نحوها فيه انحراف بالقرآن عما أنزل من أجله واستعماله فيما فيه إزراء به وإهانة له بتعريضه إلى ما لا يليق به من الأوساخ والأقذار ودخول بيت الخلاء به ونحو ذلك، ومع هذا فهو عمل مخالف لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهدي أصحابه رضي الله عنهم ولما كان عليه السلف الصالح، فعلى من آمن بالقرآن وسنة النبي عليه الصلاة والسلام، وأراد الخير لنفسه أن يبتغي البركة وصلاح شئونه في دينه ودنياه من الله سبحانه بتلاوة كتابه الكريم والعمل به في عباداته ومعاملاته؛ ليفيض سبحانه عليه من بركاته، ويعظم له الأجر، ويحفظه في كل أحواله، وييسر له سائر شئونه‏.‏

وكذلك الحكم في كتابة الكلمات ‏(‏الله أكبر، ولا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم‏)‏ التي جعلت داخل إطار ساعة الدليل فإنها جعلت في الشرع لإعظام الله وإكباره والثناء عليه بها، ومفتاحا للدخول في الإسلام، وعلامة على الإيمان، ويعصم بها دم من قالها وماله، ولم تجعل لتكون رسوما على أجهزة أو ساعات أو آلات يستدل بها على الجهات، وباستعمالها كتابة فيما ذكر خروج بها عن المقاصد التي شرعت من أجلها، ووسيلة للاستهانة بها‏.‏

فمن المعلوم أن ساعات الدليل وغيرها تؤدي الغرض الذي صنعت من أجله، من غير أن يتوقف ذلك على كتابة الآيات أو هذه الأذكارعليها أو فيها‏.‏ وإنما القصد من كتابة ذلك الترغيب فيها؛ ترويجا للتجارة، ثم قد ينتهي الأمر إلى التبرك بها، واتخاذها حرزا يستصحب للحفظ من مكروه أو بلاء‏.‏

وبناء على ما ذكرنا نرى منع استيرادها ما دامت مشتملة على الكتابة المذكورة‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

كتابة الآيات على معلقات

فتوى رقم ‏(‏1706‏)‏‏:‏

س‏:‏ إنه إزاء التقدم الكبير الذي أحرزه العالم في مجال الفكر الإعلامي بالنشر والملصقات والمعلقات والإذاعات مسموعة ومرئية، فقد استعنا بالله في مصنع البلاستيك الذي نتولاه لإنتاج نماذج نساهم بها في التذكير بكلام الله عز وجل، وقد وفقنا الله عز وجل فاستطعنا إخراج نماذج لمعلقات تحمل آيات من القرآن الكريم وأسماء الله الحسنى وأحاديث نبوية شريفة‏.‏

علما بأن المعلقات البلاستيك التي أتقدم بها لسماحتكم لا يمكن استخدامها لغير التذكر والتدبر، فطبيعتها تجعلها لا تصلح أن يشرب فيها أو يؤكل، وذلك أنها مغطاة بطبقة من المعادن الفضية والأحبار التلوينية تجعل استخدامها في هذه الأغراض مستحيلا، وأنها صنعت بحيث لا يمكن حملها على الصدور أو في اليد ولا يمكن إلقاؤها بإهمال؛ ذلك إن تصميمها جعل لها شرشفة خارجية وتعليقات، وحروفها مدببة تجعل حائزها يعلقها في مكان مصون مكرم‏.‏

ولقد وجدنا النصارى متمكنين في فن النشر والتوعية والإعلام وبث ما يريدون من أفكار ومعتقدات باستخدام وسائل حديثة أهمها‏:‏ الملصقات والمعلقات تعلق في لوحات بالشوارع والحافلات والأماكن العامة والخاصة، يقصد بذلك توالي وتتابع التذكير بتكراره أمام العين في كل مكان حتى يقر في الصدور ما يريدون، وإن كل ما يريدون ما هو إلا معتقدات صليبية وأفكار إلحادية ومفاسد والعياذ بالله، إلا أنهم باستخدام الوسائل القوية يستطيعون جعل الناس يؤمنون بالباطل ويوقرون الإلحاد، وأولى بالمسلمين وأحق أن يذكروا الناس بكلام الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم مستخدمين الوسائل الحديثة القوية في التوعية والإعلام‏.‏

وقد وفقني الله سبحانه وتعالى أن تحمل منتجاتي كلام الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ لتظهر متوالية متتابعة في الأماكن الموقرة، مرفوعة أمام الأنظار تذكر الناس بما أراد لهم الله أن يذكروا به سورة ق الآية 45 ‏{‏فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ‏}‏ وبذلك فإنني أساهم قدر جهدي في رفع كلمة الله ونشر الفكر الإسلامي منتصرا له فوق كل الأفكار وما توفيقي إلا بالله‏.‏

ج‏:‏ أنزل الله تعالى القرآن ليكون موعظة للناس وعبرة، وليكون شفاء لما في الصدور من أمراض الشرك والانحراف عن الحق، وليهتدي به الناس في عبادتهم ومعاملاتهم، وليرحم سبحانه به المؤمنين، الذين يتلونه حق تلاوته، ويسترشدون به في جميع شئونهم، ويأخذون أنفسهم بالعمل به في كل أحوالهم، قال تعالى‏:‏ سورة يونس الآية 57 ‏{‏يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ‏}‏ وقال‏:‏ سورة الإسراء الآية 82 ‏{‏وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا‏}‏ وقال‏:‏ سورة فصلت الآية 44 ‏{‏قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ‏}‏ كما أن الأحاديث النبوية الصحيحة جاءت بيانا للقرآن وهداية للناس وتفصيلا للأحكام؛ ليسترشد بها الناس في فهم كتاب الله تعالى، ويتدبروا آياته لعلهم يتفكرون، قال الله تعالى‏:‏ سورة النحل الآية 44 ‏{‏وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ‏}‏ وقال‏:‏ سورة النساء الآية 105 ‏{‏إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا‏}‏ وسمى تعالى نفسه بالأسماء الحسنى؛ ليعرف عباده بنفسه فيثبتوها له، ويؤمنوا بما دلت عليه من الكمال والجلال، ويثنوا عليه الثناء الجميل ويدعوه بها في السراء والضراء خوفا ورجاء، ويحصوها عقيدة وعملا، ويحافظوا عليها لفظا ومعنى، فلا يلحدوا فيها ولا يميلوا بها عما قصد منها، قال الله تعالى‏:‏ سورة الأعراف الآية 180 ‏{‏وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ‏}‏ وقال صلى الله عليه وسلم‏:‏ الترمذي برقم ‏(‏3507‏)‏، وقال‏:‏ هذا حديث غريب، وابن حبان في صحيحه برقم ‏(‏2384‏)‏، والحاكم في ‏[‏المستدرك‏]‏ ‏(‏1/ 16‏)‏، والبيهقي في ‏[‏السنن‏]‏ ‏(‏10/ 27‏)‏، انظر ‏[‏فتح الباري‏]‏ ‏(‏11/ 215‏)‏‏.‏ إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة أي‏:‏ أحصاها اعتقادا وقولا وعملا ومحافظة على حرمتها ومقتضاها‏.‏

وقد أمر الله بالبلاغ والدعوة إلى الإسلام، وبين ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم قولا وعملا، فكان يخطب في أصحابه رضي الله عنهم، ويتعهدهم بالمواعظ والتذكير، ويكتب الرسائل إلى الملوك والرؤساء، ويغشى الكفار في نواديهم ومجالسهم؛ ليبلغهم دين الإسلام، ولم يعرف عنه أنه كتب سورة من القرآن أو آية منه أو حديثا له أو أسماء الله تعالى على لوحات أو أطباق لتعلق على الجدران أو في الممرات من أجل الزينة أو التبرك، أو لتكون وسيلة للتذكير والبلاغ أو للعظة والاعتبار، ودرج على هديه في ذلك الخلفاء الراشدون وسائر الصحابة رضي الله عنهم، وتبعهم في هذا أئمة الهدى من السلف الصالح الذين شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم أنهم خير القرون من بعده رضي الله عنهم، فلم يكونوا يكتبون شيئا من القرآن ولا الأحاديث النبوية الصحيحة ولا أسماء الله الحسنى على ألواح أو على أطباق أو أقمشة؛ ليعلقوها على الجدران للزينة أو التذكير والاعتبار بعد أن انتشر الإسلام، واتسعت رقعته وعمت الثقافة الإسلامية البلاد والأقطار، وكثر الكتاب وتيسرت وسائل كثيرة متنوعة للإعلام، كما لم يفعلوا ذلك من قبل وهم أفهم للإسلام ومقاصده وأحرص على نشره وإبلاغه، ولو كان ذلك مشروعا لدلنا عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأرشدنا إليه، ولعمل به أصحابه واستغله أئمة الهدى بعده رضي الله عنهم‏.‏

وعلى هذا‏:‏ فكتابة شيء من القرآن أو الأحاديث النبوية أو أسماء الله الحسنى على ألواح وأطباق أو نحوها؛ لتعلق للزينة أو التذكير أو الاعتبار، أو لتتخذ وسيلة لترويج التجارة ونفاق البضاعة وإغراء الناس بذلك ليقبلوا على شرائها، وليكون نماء المال وزيادة الأرباح عدول بالقرآن وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم عن المقاصد النبيلة التي يهدف إليها الإسلام من وراء ذلك، ومخالف لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهدي الصحابة وأئمة السلف رضي الله عنهم، ومع هذا قد يعرض لها ما لا يليق من الإهانة على مر الأيام وطول العهد عند الانتقال من منزل لآخر، أو نقلها من مكان لآخر، وحمل الجنب أو الحائض لها، أو مسها إياها عند ذلك‏.‏

فعلى المسلم أن يعرف لكتاب الله تعالى منزلته، وليقدره قدره، وليجعل مقاصده نصب عينيه، وليتخذ منه ومن الأحاديث النبوية منارا يهتدى به، وليحذر الذين يخالفون مقاصد التشريع الإسلامي أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم‏.‏ ومن آمن بالقرآن وبأسماء الله الحسنى وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم فليلتمس الهدى والبركة من الله بتلاوة كتابه الكريم وتدبره والتفقه فيه، ومعرفة بيانه بالإطلاع على سنة نبيه صلى الله عليه وسلم والتفقه فيها،ويأخذ نفسه بالعمل بذلك في عبادته ومعاملاته ليفيض الله عليه من بركاته‏:‏ حسية ومعنوية، ويجزل له الأجر، ويحفظه في شئونه وأحواله، ولا يلتمس ذلك فيما يخالف هدي القرآن وسنة النبي عليه الصلاة والسلام من تعليق ما كتب من ذلك على الجدران ونحوها، ولا يجوز التأسي بالكفرة من النصارى وغيرهم فيما يخالف شرع الله عز وجل‏.‏

ولما ذكرنا فإن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ترى عدم السماح بدخول مثل هذه الأطباق إلى هذه المملكة، كما ترى أنه لا ينبغي للمسلم إنتاج مثل هذه الأطباق من مصنعه؛ محافظة على حرمة كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وعلى حرمة أسمائه وصفاته عز وجل‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

دخول الخلاء وهو يحمل المصحف

السؤال الثاني من الفتوى رقم ‏(‏2245‏)‏‏:‏

س2‏:‏ أحدنا يحمل المصحف في جيبه وربما دخل به الخلاء، فما حكم ذلك أفيدونا‏؟‏

ج‏:‏ حمل المصحف بالجيب جائز، ولا يجوز أن يدخل الشخص الحمام ومعه مصحف، بل يجعل المصحف في مكان لائق به؛ تعظيما لكتاب الله واحتراما له، لكن إذا اضطر إلى الدخول به خوفا من أن يسرق إذا تركه خارجا جاز له الدخول به للضرورة‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

السؤال الخامس من الفتوى رقم ‏(‏10806‏)‏‏:‏

س5‏:‏ أنا أحمل المصحف الشريف في جيبي ودخلت دورة المياه ونسيت أنه في جيبي، فما الحكم في ذلك‏؟‏

ج‏:‏ إذا كان الواقع كما ذكرت من النسيان فلا إثم عليك‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

قراءة القرآن لغير المسلم

السؤال الخامس من الفتوى رقم ‏(‏2217‏)‏‏:‏

س5‏:‏ هل يحق لنا أن ندع أحد المسيحيين رغبة في أن يهديه الله يقرأ القرآن المترجم ولو كان غير طاهر‏؟‏

ج5‏:‏ الدعوة إلى الله هي طريقة الرسل، قال تعالى‏:‏ سورة يوسف الآية 108 ‏{‏قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ‏}‏ وتسليمه نسخة من ترجمة معاني القرآن الكريم من أنواع الدعوة إلى الله، فلا بأس بذلك‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

ترجمة معاني القرآن

السؤال الثالث من الفتوى رقم ‏(‏2233‏)‏‏:‏

س3‏:‏ ما حكم إعطاء ترجمة القرآن بلغة أخرى- إن جاز هذا التعبير- لغير المسلم‏؟‏

ج3‏:‏ يجوز إعطاء ترجمة معاني القرآن الكريم لغير المسلم من أجل البلاغ ودعوته إلى الإسلام، وتغليبا لجانب الترجمة‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

حمل المصحف إلى بلد يهان فيه

حمل المصحف إلى بلاد الكفار

فتوى رقم ‏(‏2358‏)‏‏:‏

س‏:‏ هل يجوز حمل المصحف- القرآن- إلى بلاد الكفار‏؟‏

ج‏:‏ حمل المسلم المصحف- القرآن- إلى بلاد الكفار من المسائل التي اختلف الفقهاء في حكمها، فقال جماعة منهم بجواز حمله إلى بلادهم، وقال آخرون بمنع ذلك، لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن السفر به إلى بلادهم خشية أن يمتهنوه أو يحرفوه أو يشبهوا على المسلمين فيه، روى البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما‏:‏ البخاري ‏[‏فتح الباري‏]‏ برقم ‏(‏299‏)‏، ومسلم برقم ‏(‏1869‏)‏، وأبو داود ‏(‏2610‏)‏‏.‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو وروى مسلم أيضا عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك في ‏[‏الموطأ‏]‏ ‏(‏2/ 5‏)‏، وأحمد ‏(‏2/ 6، 7، 55، 63‏)‏، ومسلم برقم ‏(‏1870‏)‏، والنسائي في ‏[‏فضائل القرآن‏]‏ ‏(‏85‏)‏، وابن ماجه برقم ‏(‏2880‏)‏‏.‏ أنه كان ينهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو؛ مخافة أن يناله العدو وعنه أيضا قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ أحمد ‏(‏2/ 6، 10‏)‏، ومسلم ‏(‏1871‏)‏‏.‏ لا تسافروا بالقرآن فإني لا آمن أن يناله العدو‏.‏ وقال آخرون‏:‏ يجوز حمله إلى بلادهم؛ للبلاغ وإقامة الحجة عليهم، وللتحفظ والتفهم لأحكامه عند الحاجة إذا كان للمسلمين قوة أو سلطان أو ما يقوم مقامهما من العهود والمواثيق ونحو ذلك مما يكفل حفظه ويرجى معه التمكن من الانتفاع به في البلاغ والحفظ والدراسة، ويؤيد ذلك ما ورد في آخر حديث النهي عن السفر به إلى بلادهم من التعليل، وهذا الأخير هو الأرجح؛ لحصول المصلحة مع انتفاء المفسدة التي خشيها النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

مسؤول البريد الذي تأتي إليه رسائل بها مصاحف ويريد أصحابها إرسالها إلى بلاد الكفار ماذا يفعل‏؟‏

فتوى رقم ‏(‏3497‏)‏‏:‏

س‏:‏ أنا مسئول عن بريد ‏(‏الموسم‏)‏ ويوجد في هذه البلدة المغتربون وغيرهم فيأتون أحيانا بظروف وفي داخل الظرف مصحف متوسط الحجم ويريدون إرسالها إلى بلاد غير عربية، والغالب على أهلها الكفر، فهل يجوز إرسال القرآن الكريم إلى هذه البلاد‏؟‏ مع العلم أنه ورد في البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال‏:‏ صحيح البخاري الجهاد والسير ‏(‏2828‏)‏، صحيح مسلم الإمارة ‏(‏1869‏)‏، سنن أبو داود الجهاد ‏(‏2610‏)‏، سنن ابن ماجه الجهاد ‏(‏2880‏)‏، مسند أحمد بن حنبل ‏(‏2/7‏)‏، موطأ مالك الجهاد ‏(‏979‏)‏‏.‏ نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو، متفق عليه‏.‏

ج‏:‏ إذا كان المرسل إليه المصحف مسلما فلا حرج في إرساله، سواء كان البلد عربيا أو غير عربي، وسواء كان أهلها مسلمين أم غير مسلمين؛ لأنه- والحال ما ذكر- لا تناله أيدي الكفار؛ لأنه لم يرسل إليهم ولا خطر عليه منهم، إلا إذا كان البلد الذي فيه المسلم المرسل إليه المصحف بلدا حربيا، أو لا يؤمن على المصحف من أخذ الكفار له من يد المرسل إليه أو من موزع البريد فإنه يمنع إرسال المصحف إليه؛ عملا بالحديث الصحيح المذكور في السؤال‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

وجوب صيانة كلام الله واسمه من الامتهان

كتابة الآيات بما يهان من الصحف والوصفات الطبية وغير ذلك

فتوى رقم ‏(‏2779‏)‏‏:‏

فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ما ورد إلى سماحة الرئيس العام من المستفتي وزير الصحة حسين الجزائري، والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء برقم 1455/ 2 في / 99ه‏.‏

والسؤال‏:‏ تلقت هذه الوزارة خطابا برقم 346 خ في / 1399هـ من مدير إدارة التوعية الإسلامية بوزارة الحج والأوقاف، ومفاده‏:‏ أن الوصفات الطبية كتب على كل ورقة منها ‏(‏بسم الله الرحمن الرحيم‏)‏ ولكون مصيرها الرمي، وصيانة لاسم الله وحفظه، فإن مدير إدارة التوعية الإسلامية يطلب من الوزارة عدم كتابة البسملة على دفاتر الوصفات الطبية، وفي اعتقادنا أن هذا الأمر لا يقتصر فقط على الوصفات الطبية المشار إليها، بل يتعداها إلى جميع ما يكتب من أسماء الله والآيات والأحاديث التي ترد في الصحف والمجلات، ومصيرها كذلك إلى القمائم والنفايات، وكذلك حال جميع المطبوعات للدولة تتصدر كل ورقة منها البسملة، ومن المعلوم‏:‏ أن هذه الأوراق تصل إلى أيدي الأطفال فيعبثون بها، وتلقى في أماكن لا يوثق بطهارتها فضلا عن وصولها إلى أماكن النجاسة، والوصفة الطبية قد يكون وصولها إلى النفايات أقل كثيرا من وصول الصحف والمجلات، حيث إن الوصفات يحتفظ بها الصيدلي بعد صرفها، وقد تحرق هذه الوصفات بعد انتهاء الغرض من حفظها، إلا أننا نلتمس من سماحتكم الفتوى الشرعية الصحيحة؛ صيانة لأسماء ربنا وكتابه وهدي نبيه، وحتى تؤخذ الفتوى قاعدة عامة ينتفع بها، وإن استحسن سماحتكم نشرها في وسائل الإعلام تعميما لفائدتها‏.‏

والجواب‏:‏ تكتب ‏(‏بسم الله الرحمن الرحيم‏)‏ في أول كل ورقة من أوراق الوصفات الطبية؛ لما ورد من الأدلة في فضل كتابتها، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكتبها في مقدمة رسائله، ولسماحة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله فتوى في مشروعية كتابتها هذا نصها ‏(‏إن كتابة بسم الله الرحمن الرحيم مشروعة في أول كتب العلم والرسائل، فقد جرى على ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكاتباته، واستمر على ذلك خلفاؤه وأصحابه من بعده وسار عليه الناس إلى يومنا هذا، وقد حث الله تعالى عليها في القرآن، فقال جل وعلا‏:‏ سورة الفتح الآية 26 ‏{‏وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى‏}‏ قال الزهري‏:‏ هي بسم الله الرحمن الرحيم، وذلك أن الكفار كانوا يقرون بها، كما حث على كتابتها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فروى عبد القادر الرهاوي في ‏[‏الأربعين‏]‏ من حديث أبي هريرة مرفوعا صحيح البخاري تفسير القرآن ‏(‏4653‏)‏، صحيح مسلم صلاة المسافرين وقصرها ‏(‏798‏)‏، سنن الترمذي فضائل القرآن ‏(‏2904‏)‏، سنن أبو داود الصلاة ‏(‏1454‏)‏، سنن ابن ماجه الأدب ‏(‏3779‏)‏، مسند أحمد بن حنبل ‏(‏6/170‏)‏، سنن الدارمي فضائل القرآن ‏(‏3368‏)‏‏.‏ كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم، فهو أقطع، ورواه الخطيب في جامعه بنحوه‏.‏

فيجب تعظيم ما فيه بسم الله الرحمن الرحيم، أو أي شيء من القرآن أو السنة؛ لقوله تعالى‏:‏ سورة الحج الآية 30 ‏{‏وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ‏}‏ والحرمات‏:‏ امتثال الأمر من فرائضه وسننه، ومما فرضه احترام كتابه وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبسم الله الرحمن الرحيم بعض آية من القرآن في سورة النمل، بإجماع العلماء‏.‏

وقال تعالى‏:‏ سورة الحج الآية 32 ‏{‏وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ‏}‏ والشعائر‏:‏ كل شيء لله تعالى فيه أمر أشعر به وأعلم، ومن ذلك كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وكما يجب تعظيم ذلك فيشرع للإنسان أن يحرقه إذا دعت إليه الحاجة، كما فعل عثمان رضي الله عنه، فإنه جمع الناس على مصحف واحد وحرق ما سواه من المصاحف، ووافقه الصحابة رضي الله عنهم فكان هذا إجماعا منهم، ومن رأى أحدا يفعل شيئا من الإهانة فيجب الإنكار عليه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ صحيح البخاري الجمعة ‏(‏913‏)‏، صحيح مسلم الإيمان ‏(‏49‏)‏، سنن الترمذي الفتن ‏(‏2172‏)‏، سنن النسائي الإيمان وشرائعه ‏(‏5009‏)‏، سنن أبو داود الصلاة ‏(‏1140‏)‏، سنن ابن ماجه الفتن ‏(‏4013‏)‏، مسند أحمد بن حنبل ‏(‏3/10‏)‏‏.‏ من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان‏.‏

وسوف نقوم حول ذلك بما يلزم إن شاء الله‏.‏

وأما كون بعض الأوراق التي تكتب عليها البسلمة قد ترمى في بعض المحلات غير اللائقة فلا حرج على الكاتب في ذلك، وإنما إثم ذلك على من رماها أو امتهنها‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

كتابة اسم الله على الثلاجات العامة

فتوى رقم ‏(‏11018‏)‏‏:‏

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده‏.‏‏.‏ وبعد‏:‏

فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ما ورد إلى سماحة الرئيس العام من مدير جمرك مطار المدينة، عن طريق مركز الدعوة والإرشاد بالمدينة المنورة، والمحال إلى اللجنة من إدارة البحوث العلمية والإفتاء برقم 237 في / 1408، وقد سأل سؤالا هذا نصه‏:‏

‏(‏بناء على خطاب مدير عام جمرك ميناء جدة الإسلامي رقم 7913/ 11191 ش ج في 2/ 12/ 1407 بخصوص ثلاجات ماء وجدت بالحرم النبوي الشريف مكتوب عليها عبارة ‏(‏goot‏)‏معناها لفظ الجلالة ‏(‏الله‏)‏ باللغة الألمانية، وطلب سعادته إبلاغ فضيلتكم لإبداء رأيكم حيال هذا الموضوع وموافاتنا به ليتسنى لنا اتخاذ ما يجب، وفقكم الله لما فيه خدمة الدين والوطن‏.‏

وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت‏:‏

بأنه لا حرج في ذلك؛ لأن كتابة اسم الجلالة على الثلاجة ليس محل امتهان، ولعله يشار به إلى أنه يوضع فيه ماء في سبيل الله تعالى‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

اقتباس آيات من القرآن لكتابتها على المعلبات

فتوى رقم ‏(‏204‏)‏‏:‏

س‏:‏ أنه يوجد بعض علب لبيع الألبان ومكتوب على العلبة بعض آية من القرآن الكريم هو سورة النحل الآية 66 ‏{‏لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ‏}‏ ومصير هذه العلب بعد الاستعمال الرمي في الكناسات وامتهانها، فإن كان لا يجوز وضعها على العلب ولا رميها في الأقذار فأفيدوني؛ لأبلغ باعة الألبان ليحتاطوا في ذلك‏.‏

والله يحفظكم‏.‏

وقد أجابت اللجنة بما يلي‏:‏

إن هؤلاء يأخذون كلمات من القرآن والحديث ولا يقصدون بذلك حكايتها على أنها قرآن أو حديث، ولذلك لم يقولوا قال الله تعالى، ولا قال النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما أخذوها استحسانا لها، ولمناسبتها ما قصدوا استعمالها فيه، من جعلها في لافتة أو استعمالها في الدعاية إلى ما كتبت عليه، وبذلك خرجت في كتابتهم عن أن تكون قرآنا أو حديثا، ومثل هذا يسمى اقتباسا، وهو عند علماء البديع‏:‏ أخذ شيء من القرآن أو الحديث على غير طريق الحكاية ليجعل به الكلام نثرا أو نظما، وعلى هذا لا يكون حكمهحكم القرآن من تحريم حمله أو مسه على غير المتطهر، أو تحريم النطق به على من كان جنبا، ولكن لا يليق بالمسلم أن يقتبس شيئا من القرآن أو الحديث للأغراض الدنيئة أو يكتبه عنوانا أو دعاية لصناعة أو مهنة أو عمل خسيس؛ لما في نفس الاقتباس لذلك من الامتهان، وأما رمي الأوراق المكتوبة أو العلب أوالأواني المكتوب عليها في الأقذار ونحوها أو استعمالها فيما فيه امتهان لها فلا يجوز، وإن كان المكتوب قرآنا كان ذلك أشد خطرا، وإن قصد برمي ما فيه القرآن امتهانه، أو كان مستهترا بقذفه في القاذورات، أو باستعماله فيها كان ذلك كفرا‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ إبراهيم بن محمد آل الشيخ

نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن منيع

السجادة عليها اسم الله

فتوى رقم ‏(‏1614‏)‏‏:‏ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده‏.‏‏.‏ وبعد‏:‏

فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ما ورد إلى سماحة الرئيس العام من المستفتي مدير عام الجمارك والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء‏.‏

والسؤال‏:‏ يرد عن طريق الجمارك لبعض التجار أنواع مختلفة منالسجاد بمختلف المقاسات، وقد استفسر بعضهم عن إمكانية فسح السجاد التي تحمل لفظ الجلالة أو اسم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم من عدمه، كما يتضح من العينة المرفقة، إن هذه الأصناف تعلق على الحائط ولا توضع على الأرض‏.‏

وبعد دراسة اللجنة للسؤال أجابت بما يلي‏:‏

لا يجوز الفسح للسجاد الذي كتب عليه لفظ الجلالة أو اسم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لما يترتب على ذلك من الإهانة بافتراشها والصلاة عليها، وكونها توضع على الجدران لا يلتزم به كل من كانت عنده هذه السجاد، بل من الناس من وضعها علىالحائط ومنهم من يفرشها في الأرض، ومن القواعد المقررة في الشريعة سد الذرائع الموصلة إلى انتهاك محارم الله‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

اللوحات عليها اسم الله

فتوى رقم ‏(‏1871‏)‏‏:‏

س‏:‏ يجري بيع لوحات تعلق على الحائط مكتوب عليها آية الكرسي تعلق على الغرف تكريما وافتخارا بالقرآن الكريم، هل مثل هذه اللوحات محرم بيعها في الأسواق واستيرادها إلى المملكة‏؟‏

ج‏:‏ القرآن نزل ليكون حجة على العالمين، ودستورا ومنهاجا لجميع أفراد المسلمين، يحلون حلاله ويحرمون حرامه، ويعملون بمحكمه، ويؤمنون بمتشابهه، يحفظ في الصدور، ويكتب في المصاحف والرقاع والألواح ونحوها؛ للرجوع إليه وتلاوته منها عند الحاجة، هذا هو الذي فهم المسلمون الأوائل ودرج عملهم عليه، أما ما بدأ يظهر في هذه الأزمنة من كتابة بعض القرآن على لوحة أو رقعة كتابة مزخرفة وتعليقها داخل غرفة أو سيارة أو نحو ذلك فلم يكن هذا من عمل السلف، وقد يكون في ذلك من المفاسد أعظم مما قصد الكاتب أو المعلق من تعظيمه والافتخار به من شغل المعتنين بذلك عن الاهتمام بأغراض القرآن التي نزل من أجلها، فالأولى بالمسلم أن يترك هذه الأشياء ويبتعد عن التعامل فيها، وإن كان الأصل فيها الحل خشية أن يكثر استعمالها والتعامل فيها فتشغل الناس عما هو المقصود من القرآن‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

لف الأمتعة على ما به اسم الله

السؤال الأول من الفتوى رقم ‏(‏6901‏)‏‏:‏

س1‏:‏ ما حكم من يضع متاعه أو حاجياته أو يلفها في كتب أو ورق يحتوي على سور وآيات من القرآن الكريم والسنة المطهرة، فأنكر عليه شخص بالقول، فرد عليه فقال- أي الذي يضع البضاعة- ‏:‏ لا بأس بهذا ولا ضرر في ذلك، واستمر في عمله هذا، وقال‏:‏ لا أجد غير هذا الورق، مع العلم أنه يقرأ ويكتب وهذه ظاهرة شائعة عندنا، فما حكم الله في هذا العمل وهل أسير في الشارع راكعا لجمع تلك الآيات والسور التي كثر رميها على الأرض في حين أن الناس تسخر مني فماذا أفعل لإزالة هذا المنكر المنتشر‏؟‏

ج1‏:‏ أولا‏:‏ لا يجوز أن يضع المسلم متاعه أو حاجته في أوراق كتب فيها سور وآيات من القرآن الكريم أو الأحاديث النبوية، ولا أن يلقي ما كتب فيه ذلك في الشوارع والحارات والأماكن القذرة؛ لما في ذلك من الامتهان وانتهاك حرمة القرآن والأحاديث النبوية وذكر الله، ودعوى أنه لا يجد غير هذا الورق دعوى يكذبها الواقع، فإن وسائل صيانة المتاع كثيرة، وفيها غنية عن استعمال ما كتب فيه القرآن والأحاديث النبوية أو ذكر الله، وإنما هو الكسل وضعف الدين‏.‏‏.‏

ثانيا‏:‏ يكفيك للخروج من الإثم والحرج أن تنصح الناس بعدم استعمال ما ذكر فيما فيه امتهان، وأن تحذرهم من إلقاء ذلك في سلات القمامة وفي الشوارع والحارات ونحوها، ولست مكلفا بما فيه حرج عليك من جعل نفسك وقفا على جمع ما تناثر من ذلك في الشوارع ونحوها، وإنما ترفع من ذلك ما تيسر منه دون مشقة وحرج‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

حكم رمي الجرائد في الزبائل

فتوى رقم ‏(‏1283‏)‏‏:‏

س‏:‏ ذكر السائل‏:‏ أن بعض الجرائد يكتب فيها بسم الله الرحمن الرحيم، وأنها ترمى بالشوارع، وبعض الناس يستعملها للتنظيف، فما حكم ذلك‏؟‏

ج‏:‏ كتابة بسم الله الرحمن الرحيم مشروعة في أول كتب العلم والرسائل، فقد جرى على ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكاتباته، واستمر على ذلك خلفاؤه وأصحابه من بعده، وسار عليه الناس إلى يومنا هذا، فتعظيمها وصيانتها واجبان، وإهانتها محرمة، والإثم على من يهينها؛ لأنها آية من كتاب الله جل وعلا وبعض آية من سورة النمل، ولا يجوز لأحد أن يستعملها في التنظيف أو اتخاذها سفرة أو ملفا للحوائج، كما لا يجوز إلقاؤها بالزبالات والقمائم‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

إعطاء الجرائد للغسال وبياع العيش أو الخبز

فتوى رقم ‏(‏3407‏)‏‏:‏

س‏:‏ لدي جرائد قديمة كثيرة مطروحة بعد القراءة، فهل يجوز إعطاء الجرائد للغسال وبياع العيش أو الخبز لاستعمالها في ذلك عند اللزوم‏؟‏

ج‏:‏ لا يجوز إعطاء الجرائد للغسال ليلف فيها الملابس، ولا لبائع العيش أو الخبز ليستعملها لفافة للخبز أو العيش؛ لأن الغالب في الجرائد أن فيها مقالات إسلامية تشتمل على آيات قرآنية وأحاديث نبوية، ويكتب فيها الكثير من أسماء الله تعالى، واستعمالها فيما ذكر امتهان لآيات القرآن والأحاديث النبوية وأسماء الله تعالى، فالواجب صيانتها، أو إحراقها، أو دفنها في مكان طاهر‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

إحراق أوراق المصحف صيانة لها من الإهانة

السؤال الأول من الفتوى رقم ‏(‏3916‏)‏‏:‏

س‏:‏ هل يجوز لنا إحراق الجرائد بعد القراءة، وهل يجوز إحراق أوراق القرآن الكريم التي نجدها في الشوارع‏؟‏

ج‏:‏ نعم، يجوز إحراق أوراق الجرائد؛ صيانة لما قد يكون فيها من آية قرآنية أو حديث نبوي أو نحو ذلك مما يجب احترامه، ويجوز أيضا إحراق أوراق المصحف صيانة لها من الإهانة ومحافظة على حرمتها، ولك أيضا أن تحفظها من الإهانة بدفنها في أرض طيبة‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

استعمال ورق الجرائد في لف الأشياء أو فرشه على الأرض

السؤال الثالث من الفتوى رقم ‏(‏9354‏)‏‏:‏

س3‏:‏ ما حكم استعمال ورق الجرائد في لف الأشياء أو فرشه على الأرض ثم إلقائه في القمامة، مع العلم أن بعض الصفحات تحتوي على آيات من كتاب الله الكريم، وكيف يمكن صيانة الآيات المطبوعة في الجرائد مع تداولها بين جميع الناس على اختلاف دياناتهم‏؟‏

ج3‏:‏ لا يجوز استعمالها فيما ذكر، ولا إلقاؤها في القمامة؛ لما في ذلك من امتهان ما فيها من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وأسماء الله تعالى، وطريق العمل فيها حفظ ما احتيج إليه منها، وإحراق ما لا يحتاج إليه، أو دفنه بعيدا عن الأقذار وممر الناس‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

وجوب صيانة الأوراق المكتوب بها القرآن العظيم

فتوى رقم ‏(‏9798‏)‏‏:‏

س‏:‏ إن كثيرا من أصحاب الشركات ومصانع الورق يستوردون الأوراق الفاضلة ‏(‏ويست بيبر‏)‏ من البلاد الأجنبية لكي يصنعوا منها ورقا جديدا على حسب رضاهم، وتلك الأوراق تنزل على ميناء ‏(‏كلكتا‏)‏ من البواخر، وبعده تذهب إلى مخازن المصانع، وفي تلك الأوراق وجدت نسخ قرآن كريم وكتبا في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وأجزاء منهما، بعض منها مناسب للاستعمال وبعض منها لا، وإنما أصحاب الشركات والمصانع من غير المسلمين‏.‏

والمسلمون يقولون‏:‏ إن هذا توهين لكتبنا الدينية فلا نسمح للشركات إلا أن تدبر الاحترام لكتبنا المعززة على حسب الشريعة الإسلامية، وهم يصرون على الحكومة أن تمنع استيراد هذه الأموال التي منها وصلت الميناء لا تسمح بإخراجها عن الميناء، فبدأ الامتعاض في قلوبهم وأجمعوا على مطالباتهم، والحكومة لم تمنع استيرادها أو تمنع إخراج الأموال الموصولة بالميناء، فتلك الشركات تحمل خسارة عظيمة وتغلق أبواب المصانع الورقية، ولكن حكومة الهند ترغب في جذب قلوب المسلمين على حسب دينهم، ولا ترغب الجبر على أي فريق، فالحكومة تريد الفتاوى من حضرتكم مع الأدلة والبراهين الإسلامية في هذه القضية لكي لا تخطئ في العدل أو الإنصاف‏.‏

فمن فضلكم تكتبون الجواب المشروح في القضية المذكورة مع الأدلة والبراهين من كتب الدين الإسلامي مع أرقام الصفحات للاستدلال لكي نكشفها على المسلمين وعلمائهم‏.‏

ما هو مصرف هذه الأوراق والكتب المعززة‏؟‏

هل يجوز للمسلمين ان يضعوها في الماكينة بالمصنع مع كمال الاحترام والماكينة تغير هيئتها بالأدوية وتصير مثل القطن وبعده تصنع منها أوراقا جديدة‏؟‏

لو تدفن في القبر أو قعر الأرض فيبقى الخطر أن الأطفال يأخذونها من القبور ويبيعونها في السوق مرة ثانية، ولو نضعها في البحيرة أو في البحر فيبقى الخطر المذكور أيضا والنظير لكليهما موجود عند الشرطة‏.‏

فساعدونا في هذه القضية بجوابكم المفصل تحت القوانين الإسلامية لكي نقدمه إلى أصحاب العدل بحكومتنا‏.‏ وجزاكم الله خيرا جزيلا في الدارين‏.‏

ج‏:‏ أولا‏:‏ يجب صيانة الأوراق المكتوب بها القرآن العظيم؛ لأنه كلام رب العالمين، فيحرم امتهانها أو تعريضها للإهانة‏.‏‏.‏

ثانيا‏:‏ لا يجوز تمكين غير المسلمين من مس الكتاب الكريم- القرآن- ‏.‏‏.‏

ثالثا‏:‏ يجوز للمسلمين إزالة رسم القرآن من الأوراق والمصاحف المتمزقة، إما بالإحراق، أو دفنها في أرض طاهرة؛ احتراما للقرآن، وصونا له عن الأذى والإهانة‏.‏ وسبق أن عرض موضوع استعمال الأوراق التي فيها شيء من القرآن على مجلس هيئة كبار العلماء في دورته السادسة والعشرين، وصدر منه قرار بالإجماع يمنع ما ذكره السائل، وهذا نص ما قال مجيبا لمعالي وزير الحج والأوقاف في المملكة العربية السعودية‏.‏ ‏(‏1‏)‏ ما عملتم به بشأن الأوراق التجريبية من طحنها ثم حرقها ثم دفنها في مكان طاهر- عمل جيد، وموافق لما ذكره أهل العلم؛ اقتداء بالخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه‏.‏ ‏(‏2‏)‏ يرى المجلس عدم الموافقة على طلب مصنع الغدير؛ لما يترتب على ذلك من الإهانة والابتذال؛ لما في الأوراق من كلام الله عز وجل‏.‏‏.‏

رابعا‏:‏ أما كتب الحديث الشريف والأجزاء التي فيها شيء من كلام الله أو كلام الرسول صلى الله عليه وسلم، فالواجب أيضا صيانتها وعدم إهانتها، وذلك بإحراقها أو دفنها بأرض طيبة بعيدة عن متناول الصبيان‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان